
بارك الاعلامى معتز الازهرى مساء امس حجاج بيت الله الحرام على رحلتهم قائلا:
هنيئًا لحجاج بيت الحرام مبارك لكم حجاج بيت الله الحرام هذه الرحلة المباركة بين إحرام وطواف وسعي ووقوف على عرفات، أكرمنا الله بمثل ما أكرمكم.
إنّ الحج هو أداء مناسك مخصصة في أيام محددة ليعود بها المسلم كما ولدته أمه نقيًا طاهرًا من الذنوب.
تقبّل الله طاعتكم حجاج بيت الله الحرام، أسأل الله العظيم أن يجعلها في ميزان حسناتكم ويستجيب لكم دعواتكم.
مبارك لكم تأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، وأسأل الله أن يتقبّل منكم طاعاتكم وأعمالكم.
إلى من حج، واعتمر هنيئًا لك عدد ما نظرت إلى الكعبة، وعدد ما ركعت وسجدت عندها، وعدد التسبيحات التي سبحتها، والتكبيرات التي كبّرتها، وهنيئًا لك عدد الدعوات التي دعوت بها.
هنيئًا لمن أكرمه الله برؤية الكعبة وتقبيل الحجر الأسود، بارك الله لكم وتقبّل منكم صالح الأعمال.
إن الحج والعمرة هي دعوة من الله -سبحانه وتعالى- لزيارة بيته تأتي متى شاء الله لها، أسأل الله أن يبارك لمن طاف وسعى، وأن يتقبّلها منهم.
في الحج والعمرة تجد السكينة والوقار، تجد الحياة التي يرتضيها الله لك، أسأل الله أن يكرمنا بها وأن يرزقنا حجًا مبرورًا.
أتـــوق أنــا لـبـيت الله ونــار الـشـوق أخـفـيها ** هـــــي الآيات نـتلوها ورب الـبـيـت حـامـيـها
لــكـم أهـــوى زيـارتـهـا وحــبـي فــي فـيـا فيها ** نـــبـــي الله شــيــدهــا ونـــــادانـــــا نــلــبــيــهــا
يا حاديَ القلبِ نحو البيتِ في عَجَلٍ ** والروحُ عطشَى .. ومَن بالنورِ يسقينا
حلَّ الظــــــلامُ وما للفجرِ من سُبلٍ ** والركبُ أعمَـــى فمَن يا ربِّ يهدينا
والنفسُ حائـــــــــرةٌ يجتاحُها شجنٌ ** والدمــــــــــعُ من حَزَنٍ أدمى مآقينا
قال ابن رجب رحمه الله: “فما تزوّد حاجٌّ ولا غيره بأفضل من زاد التقوى، ولا دُعي للحاج عند توديعه بأفضل من زاد التقوى، ولا دُعي للحاج عند توديعه بأفضل من التقوى فإذا كان المقصود الأعظم هو تحقيق التقوى، فإن الوصول إلى هذه الغاية السامية له طرقٌ عديدة، والمراد هنا تذكير حجّاج البيت الحرام بألوان من العبادات العظيمة يجب المحافظة عليها بعد الحج كما حافظوا من قبل
فمن ذلك: ذكر الله تعالى في كل حين وكل آن، فقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نُكثر من هذه العبادة فقال: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله) رواه أحمد والترمذي وغيرهما، وإذا كان القلب يصدأ كما تصدأ المعادن، فإن جلاءه بالذكر، وهو الذخر الحقيقي للعبد في حياته، قال صلى الله عليه وسلم: (الدنيا ملعونة، الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، أو عالماً، أو متعلماً) رواه الترمذي وابن ماجه.
ومن الغبْنِ الشديد ما نراه من زهد الناس وعدم الإقبال على هذه العبادة بالرغم من سهولة أدائها وعظيم أجرها.
ولقد تزوّد من قبلنا بزاد التقوى، وعملوا بمقتضى الأمر الإلهي: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} وهذه هي الغاية الحقيقية والمقصد من الحج فيجب أن تحافظ بعد هذه الرحلة المباركة علي هذا الزاد
من قبلنا كانوا نماذج مشرقة نقتدي بها: فقد وُصف حجّ العجلي فقيل عنه: “كان كثير الذكر لله، طويل التلاوة للقرآن، سريع الدمعة، متحمّلا لهفوات الرفيق”.
وقال عبد المجيد بن أبي روّاد: “كانوا يطوفون بالبيت خاشعين ذاكرين، كأن على رؤوسهم الطير وقع، يستبين لمن رآهم أنهم في نسك وعبادة”.
إن هذا والله لهو الحج المبرور، والسعي المشكور، والذي يُرجى له الثواب المذكور في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حج هذا البيت، فلم يرفث، ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) رواه البخاري
يازائراً قبر الحبيب الهادي