بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر « لا تفقد هويتك» .. و«كيان الدولة»
بقلم/ محمد ابراهيم الشقيفى
هوية المرء عنوانه وعقيدته محل وجدانه سر سعادته وبقاء كيانه تمسك بشخصيتك الوطنية ولاتسقط بقاع الظلمات حتى لاتفقد بصيرتك.
نعم الدين النصيحة فلا تكن بلا هوية فتصبح مثل قطيع دون راعى يحميه من عثرات كثبان الصحارى المتحركة يضيع ويتفرق في غابة كثيفة ممتلئة بالأشواك دون حارث أو قناص يراقب الذئاب أحذر قد تهاجمك لتقتلك النمور المفترسة ثم تهشم عظام رأسك الطيور الجارحة.
هويتك ليست فقط تلك الكلمات المدونة بجواز سفرك التى تخفيه بين طيات ملابسك لا تخرجه إلا عند ما يتطلب الأمر ذلك أثناء السفر قم من غفلتك الطويله الهويه لاتتعلق بالجنسية التى سطرت بشهادة قيد ميلادك وقت سطوع أول شمس عليك عند أولى لحظات الصراخ والبكاء
ولا تتعلق قط بعقيدتك الدينية فأنت مولود على الفطرة ثم بعد نضوجك مكلف بأحداثيتك ومسؤول عن ما يصدر منك وعن مبادراتك وكل ما يترتب عليها من آثار مردودها على المجتمع وعلى ذاتك ستحاسب عن الخطأ وسبب الإهمال وسوء التقدير.
كما أنها ليست مقتصرة على حب الوطن لإن الشغف بتراب الوطن من علامات الايمان نقطة متمركزة بداخل درب الإنسان.
الهوية من منظور متواضع هى كل تلك القطع الطازجة من الفواكه الشتوية والصيفية التى يشتهيها الإنسان من داخله ليكتمل بناء البنيان هى إيمانه بحق وطنه عليه وعشقه لتراب الأجداد هى أرضه التى يحيا عليها وسماءه التى تحمل الخير وتلبى النداء وقت الحاجة والمحن هى البر والبحر لاتتخاذل وتمسك بهويته الأحرار وتنازل عن نغمة الكبرياء واترك أمر الغرور حتى لا تتعرض نفسك لانتكاسة عدم الإنتماء وتقع فى بئر الخيانة الهويه عقيدة راسخة فى أعماق بحار النفس لمواطن يحمل بالإيمان علم بلاده ليرفرف فوق كل السفن العملاقة التى تمر فوق أمواج حياته هى الأحلام البريئة وأحداث الواقع رغم اختلاف مذاق ألوانه دون أن تفرط وتقع على الأرض حبات العشق من عنقود رباط حب بلاده.
هويتك يجب ألا تزلزل من تحت الأقدام حتى لا تنزلق فى فوهة البركان أحذر قبل أن تلتهمك أطماع الجبن والحرمان هويتك أن تفخر ببلادك دون حدود مكان و زمان هويتك إيمان بالمواطن والمواقع كما أخبرتنا الألواح و المزامير وصحف الأديان .
كيان الدولة
ترابط أصول المحبة هو نسيج معقودة حباله بالمودة داخل كيان الدولة الآن تعلوا أصوات المنابر بالمساجد وتدق أجراس الكنائس حتى فى العهد القديم صرخت جدران المعابد ضد حرب الفتنة واليوم ينادي صوت العقل يدعوا إلى الوحدة وعدم الفرقة.
الكل يعيش بنبض وعطاء واحد كيان الأمة فى دولة لها علم ومصير واحد لم تمزقه الأديان السماوية بل ساد قانون التسامح من قبل لم يهدم معبد أو تحطم حضاره لم يشوه التاريخ
لم يسب راهب اوتسلب حريته لم يقيد رأى أوتترك عقيده لم تنزع جلود المباديء مسلوخة كالشاة من أرواح البشر ولم تكن هناك مبادرات العفو لكونها غريزة متأصلة فى النفس البشرية
لم يتخلى مسلم أو مسيحي عن وحدة الوطن وسلامة أراضيه بل مات فى سبيل النصر و ارتوت الأرض بدماء الضحايا الأبرياء والشهداء المصريين دون عنصرية أو تميز لم ترفض الأرض أجساد الموتى تحت أى مسمى .
اليوم ندعوا للتسامح والتقارب والعفو عذرا بل أعتذرا للأديان السماوية التى تناسينا مبادئها الإنسانية نظرة إلى الوراء بل عودة من طريق مظلم أشعلته أحطاب المحرضين أصحاب النفوس المريضة بأقوال محترقة بهباب الحقد وسواد الغل ورماد القسوه حتى تنتصر مصالحهم الشخصية على حساب الدوله المصرية.
لا داعى أن نستمع إلى أراء المخربين فنحن كنا ننصت ونرى ونحس كلمات لها معنى جميل تحيا بها قلوب المصرين يحيا الهلال مع الصليب.
لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحى فى أداء الواجبات تجاه الإنسانية والوطنية لا تمييز فى الحقوق كلنا مواطن واحد يعيش على أرض النيل التي تحتضن الجميع فى وطن يحمى حرية العقيدة الدينية لم يهاجم الدين الاسلامي قس أوراهب لم يحرض الأزهر الشريف اوالكنائس على إرتكاب المجازر لم يستبيحا أبشع الجرائم بل إن الشرائع السماوية والديانات كافة لاتحمل سيف الباطل بل تدع الأوزار وأحمالها وتضع على عاتق الرجال أعمالها .
لابد من استغاثة بالله وعودة للصواب وترك الفتن التى جبالها ليست أوتاد راسيه بل حبالها أطماع شخصيه حفرتها الهاويه بئرها عميق لتكن الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية كل هذا يتحقق بالتكاتف مع السيادة المصرية وترك الإتحاد مع سهام الشر والاملائات الخارجية بل تحيا مصر العربية بسواعد أبنائها لتظل منارة العالم دون أن ترفع المظالم لغير أهلها سحقا شباك الإستغلال مصر خالية من
الأندال أهلها ووطنها نسيج شعب واحد والوحدة الوطنية لمصر سيادة وقوة وكيان ورد على كل طاغية وجبان.
الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفى
جمهورية مصر العربية