نشأت وتخرجت في مدرسة أسرية أركانها الحب والود.
مؤسسها وناظرها والدي رحمه الله عليه، والذي حرص طيلة حياته على دعم أواصر صلة الرحم وتقوية روابطها.
لم أره يوماً متكبراً متعجرفاً، ناكراً لقريب كان أو غريب. فاتحاً قلبه وبيته للجميع.
تربينا في منزل مثل الجامع لا يُغلق أبوابه في وجه كائن من كان. مادّاً يد العون والمساعدة لكل من يطلبها، لم يرد سائلاً ولم يُغلق باباً.
ثقافة نشأنا عليها وتورثناها أنا وأشقائي ومن المحظورين اللذين انضموا إلى عضويتها.
كان بيتنا مثل حديقة الأزبكية في الأعياد والمناسبات، مكتظاً بالأهل والأصدقاء من كل الأعمار.
وهو ما كان يلاقِي ترحاباً وبشاشة من الوالدة رحمها الله، والتي حرصت على تكملة المسيرة بعد رحيله. تقدم واجب الضيافة بكل الود، عن طيب خاطر، تنافس نفسها في العطاء.
لم يمنعها تقاعد المرض عن التقصير أو التفريط فيما اعتادت عليه، ربما حتى في أيامها الأخيرة.
وهكذا كان حال معظم البيوت في ذلك الوقت، قبل أن يتغير الحال وتتبدل الأحوال.
وتنتشر الثعابين والأفاعي في الأسرة المصرية، مهمتها الأولى التقليب وبث بذور الفرقة بين الإخوة.
عموماً هي أجيال لا تعوض ولن تتكرر.
وعادات وتقاليد لم يرثها للأسف من جاء بعدهم.
تحياتي.
زر الذهاب إلى الأعلى