
في هذا الكتاب، والذي اعتبره شهادة للتاريخ، أقدم شهادات من داخل التنظيمات الإرهابية النسائية، التي شهدتها البلاد خلال فترة التسعينات. تكشف هذه الشهادات عن الدور الخفي والفعال الذي لعبته المرأة في هذه التنظيمات، وكيف تم استغلالها لتحقيق أهدافها الإجرامية.
كانت المرأة في البداية تلعب دورًا ثانويًا في التنظيمات الإرهابية، حيث كانت تقتصر مهامها على نقل المعلومات وإبلاغ التكليفات ورصد الأهداف الحيوية. ومع ذلك، فقد تغير هذا الوضع تدريجيًا، حيث أصبحت المرأة تلعب أدوارًا أكثر خطورة، مثل القيام بعمليات إرهابية وتفجيرية.
كانت دوافع تجنيد المتطرفات مختلفة، إلا أن الهدف كان واحدًا: نشر التطرف والإرهاب. فبعضهن انضممن للتنظيمات الإرهابية بسبب قناعتهن بالأفكار المتطرفة، بينما انضممن أخريات بسبب تأثير أسرهن أو أزواجهن.
لعبت زوجات الإرهابيين دورًا بارزًا وفعالًا في التنظيمات الإرهابية، حيث كانت هن الجسر بين التنظيم والمجتمع، فقد كانت زوجات الإرهابيين يتمتعن بقدر كبير من الثقة في المجتمع، مما مكنهن من نقل المعلومات والأموال إلى التنظيمات الإرهابية دون إثارة الشكوك.
يعتبر الحضور النسائي داخل التنظيمات الإرهابية نقطة تحول غير مسبوقة في تاريخ الجماعات الجهادية. فقد اعترفت هذه الجماعات بأحقية المرأة في العمل الجهادي، ومنحتها أدوارًا أكثر خطورة.
انتشرت الجماعات الإرهابية النسائية في العديد من الدول العربية، مثل سوريا ولبنان والعراق وليبيا. وقد انخرطت هذه الجماعات في أنشطة غلب عليها الطابع الذكوري، مثل العمليات الإرهابية والتفجيرية.
لعبت بعض النساء أدوارًا قيادية في التنظيمات الإرهابية، حيث كانت مسؤولات عن استقطاب وتنظيم الخلايا النسائية، وتمويل العمليات الإرهابية، ومساعدة الإرهابيين على الهروب من العدالة.
اشتهرت بعض التنظيمات الإرهابية النسائية بالفساد الأخلاقي، حيث كانت العلاقات بين الرجال والنساء فيها خارج إطار الزواج. فقد أكد بعض الناشطات في هذه التنظيمات أن استئذان الرجل يكفي لمن يرغب معاشرتها طالما قبلت أو الاستعانة بشاهدين.
تكشف الشهادات الواردة في هذا الكتاب عن الدور الخطير الذي لعبته المرأة في التنظيمات الإرهابية. فالنساء كن أكثر فاعلية في تحقيق أهداف هذه التنظيمات من الرجال، بسبب طبيعتهن وقدرتها على التخفي والتضليل.