كتبت اميرة طيرة
من الأشياء التي يجب أن نحرص على تعليمها إلي اطفالنا و تكون واحدة من أساسيات تعليم الأطفال عن الإسلام هي الشهور الهجرية حيث أنها تعتبر مبهمة لدى كثير من الأطفال.
فعندما يأتي شهر رمضان على سبيل المثال لا يستوعب بعض الأطفال من أين أتى هذا الشهر لأنه ليس واحداً من الشهور الميلادية و الشهور الميلادية تعد الأكثر تداولاً و الأكثر استخداماً في حياتنا اليومية بالنسبة للأطفال.
لذا واجب علينا كمعلمين و أولياء أمور أن نحافظ على موروثاتنا الإسلامية و تقديمها بشكل ممتع و مفيد للأطفال لكي نحافظ عليها من الضياع وسط أي مستحدثات عصرية.
دعونا نستعرض سوياً و نحاول شرح كل ما يتعلق بالشهور الهجرية بشكل مبسط للأطفال لنساعدهم على فهم و معرفة الشهور الهجرية و عددها و ترتيبها و أصل تسميتها و أهم ما يميز كل شهر.
ما هو التقويم الهجري؟
تسمية التقويم الهجري بهذا الاسم يرجع نسبةً إلى الهجرة النبوية الشريفة لرسولنا الكريم صل الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة. و أول من قام باعتماد التقويم الهجري هو خليفة المسلمين الثاني الفاروق عمر بن الخطاب في السنة السابعة عشر من الهجرة بعد ما استشاره الصحابة الكرام في تسمية السنة القمرية و استقر رأيهم على نسبة السنة القمرية لحدث الهجرة النبوية الشريفة.
ويسمى التقويم الهجري بالتقويم الإسلامي و هو بمثابة سجل تاريخي يستخدمه العالم الإسلامي في توثيق أحداثهم اليومية.
كما تتعامل أغلب الدول العربية و الإسلامية بالتقويم الهجري و التقويم الميلادي معاً، إلا أن التقويم الهجري هو الرسمي لبعض الدول منها المملكة العربية السعودية و المملكة المغربية.
و قد كان التقويم الهجري هو المعمول به في جميع الدول العربية و الإسلامية، و لكن بعد الاستعمار الغربي لهذه الدول العربية و الإسلامية، أصبحت تعتمد هذه الدول على نوعين من التقويم الميلادي و الهجري حتى وقتنا الحالي.
قال الله عز و جل في كتابه الكريم: ” إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات و الأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم و قاتلوا المشركين كافةً كما يقاتلونكم كافةً و اعلموا أن الله مع المتقين.” سورة التوبة.
فنتعلم من الآية الكريمة أن عدد أشهر السنة الهجرية هو اثنا عشر شهراً كما ذكر في القرآن الكريم و هناك أربعة أشهر من الاثنا عشر شهرٍ تسمى أشهر حرم. و قد قام العرب بتسمية هذه الشهور تبعاً للظروف المحيطة بهم و تبعاً للأحداث التي يمرون بها مثل أوقات الحرب و السلم و التغيرات المناخية من جو حار و جو بارد.
و قد اعتمد العرب على تحديد بداية كل شهر برؤية الهلال. فإذا استطاعوا رؤية الهلال فهذا يعني بداية الشهر العربي و إذا اختفى الهلال فهي إشارة لإنتهاء الشهر و إذا كان القمر ظاهر كاملاً بشكل مستدير فهذا يعني وسط الشهر العربي.
و كما ذكرنا في السابق أن السنة الهجرية تتكون من اثنا عشر شهراً و لكن ما هو عدد أيام كل شهر؟
و الإجابة هي انه تتراوح عدد أيام الشهر الهجري بين تسعة و عشرين إلى ثلاثين يومٍ، باستثناء شهر ذي الحجة و هو الشهر الأخير في السنة الهجرية حيث تختلف عدد أيامه في دورة قدرها ثلاثين سنة للحفاظ على تناسب التقويم مع مراحل نمو القمر الحقيقية.
ومن هنا سوف نستعرض أسماء الشهور الهجرية و معناها و الأحداث و المناسبات المرتبطة بها
أسماء الشهور الهجرية بالترتيب:
محرم – صفر – ربيع الأول – ربيع الآخر – جمادى الأولى – جمادى الآخرة – رجب – شعبان – رمضان – شوال – ذو القعدة – ذو الحجة.
تعد طباعة لوحة عرض الشهور الهجرية و تعليقها في الصف المدرسي أو في المنزل هي بمثابة فكرة رائعة للطفل حيث تكون نشاط بصري متواجد باستمرار أمام الأطفال ليرتبط ذهنهم بالشهور الهجرية.
فلنعرض معنى أسماء شهور السنة الهجرية و سبب تسميتها و مدلولها من بيئة و ظروف العرب وقت تسميتها.
ذكر الشيخ علم الدين السخاوي في جزء من مؤلفاته تحت اسم، ( المشهور في أسماء الأيام و الشهور ) أسباب و معاني اشتقاق الشهور الهجرية و هي على النحو التالي:
شهر محرم: الشهر الأول من السنة الهجرية. و قد تم تسميته بهذا الاسم لأنه واحد من الأشهر الحرم و ذلك دليل على حرمة شهر محرم. إذ كان حال العرب متقلب في هذا الشهر فتحله عاماً و تحرمه عاماً. فجاءت تسميته بشهر محرم لتوكيد حرمته
ايضا وبحسب ما ذكره “معجم المناهى اللفظية” للدكتور بكر أبو زيد، فإن محرم كان يسمى فى الجاهلية صفر الأول، وأن تسميته محرمًا من اصطلاح الإسلام كونه من الأشهر الحرم عند المسلمين.
شهر صفر : الشهر الثاني من السنة الهجرية. و قد تم تسميته بهذا الاسم لخلو بيوت العرب من أصحابها لأنهم كانوا يخرجون في هذا الوقت من السنة للقتال و كثرة الأسفار، إذ نقول صفر المكان بمعنى أنه خلا من الشيء.
كماذكر فى كتاب “ألف معلومة عن اللغة العربية وآدابها” للدكتور أحمد سيد حامد آل برجل، أن صفر هو من إصفار مكة وأهلها إذا سافروا، وقيل سمى بذلك لأنهم كانوا يمتارون الطعام فيه المواضع، وروى عن رؤبة أنه قال: سموا الشهر صفرا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفرا من المتاع.
شهر ربيع الأول: الشهر الثالث من السنة الهجرية. و أطلق عليه العرب هذا الاسم حيث أنه كان يتزامن مع قدوم فصل الربيع. و هو الشهر الذي كان فيه مولد نبينا الكريم محمد صل الله عليه و سلم.
شهر ربيع الآخر : و هو الشهر الرابع في السنة الهجرية و قد تسمية الشهر بهذا الاسم لأنه يتبع شهر ربيع الأول و يقال أنه يرجع إلى كثرة ارتباع الناس و الدواب في هذا الشهر و الشهر السابق له ألا و هو ربيع الأول.
سمى هذا الشهر بهذا الاسم نحو عام 412م فى عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للرسول، بحسب موسوعة “معرفة”.
وبمثل ما سابقه فأن أرجح الآراء لهذا الشهر وما سبقه، صادفا زمن الربيع عند العرب، فأطلق عليهم تلك الأسماء، وكان يطلق عليه عند قوم ثمود اسم ملزم، كما كان يطلق عليه فى أيام الجاهلية بُصَان، وبصان والجمع بصانات، وبص، أى لمع وبرق أو كثر نبات الأرض، وذلك بحسب كتاب ” أصول البحث العلمى”.
شهر جمادى الأولى : و هو الشهر الخامس من السنة الهجرية. و قد تم تسميته بهذا الاسم نظراً لأنه يأتي في فصل الشتاء حيث جمود الأرض و كذلك جمود الماء. و كلمة جمادى مشتقة من كلمة جمدي و التي تقوم بمعنى الأرض الجافة
وايضا سمى بهذا الاسم لأنّ المياه كانت تتجمد فيه بسبب الزّمهرير (البرد الشديد).
كما أن هذا الشهرجمادى الأول أطلقوا عليه العرب اسم (سماح) و(الحنين)، و(رُنّا) وجمادى جمعه جماديات، قال الفراء: كل الشهور مذكرة إلا جمادين، نقول جمادى الأول والآخرة، ومنهم الأولى”حنينا والجمع حنائن وأحنة، وحنن وحنين ون حنينا، ويقال حنت الناقة، أى مدت صوتها شوقا إلى ولدها والحنين والشوق
شهر جمادى الآخرة: و هو الشهر السادس من السنة الهجرية. و قد أطلق عليه هذا الاسم نظراً لأنه يتبع شهر جمادى الأولى. و يأتي كذلك في فصل الشتاء
وقد يبدو أن المناخ فى فصل الشتاء كان شديد البرد فى الوقت الذى كانت تحل فيه الجماديان خاصة شمالى الجزيرة العربية، حتى أن الناس كانوا يموتون فى زمهرير الشتاء. وحدث أن أُمطرت بلاد تيماء بَرَدًا كالبيض فى جمادى الأولى من سنة 226هـ فَقَتل منهم عددًا كبيرًا.
وقد أطلقو عليه قوم ثمود “هوبر”، فيما أطلق عليه العرب ورنة والجمع ورنات (ورن – تورن) أى أكثر من التدهن والتنعم.
شهر رجب : و هو الشهر السابع من السنة الهجرية. و معناه الترحيب و التعظيم. و هو من الأشهر الحرم. و قد حدث في هذا الشهر الحادث المعجزة رحلتي الإسراء و المعراج.
وبحسب كتاب “موسوعة بنك المعلومات”، أن رجب سموه رجبا لأن العرب كانت ترجبه أى تعظمه، وكانوا يسمونه أصم لأنهم لا يسمعون فيه صوت الحرب.
وأيضًا كان يطلق عليه رجب “مضر” لأن قبيلة مضر كانت لا تغيره بل توقعه فى وقته بخلاف باقى العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون فى الشهور بحسب حالة الحرب عندهم، وهو النسىء المذكور فى قوله تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ يُضَلُّ بِه الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّه)، وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد فى تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك
شهر شعبان : و هو الشهر الثامن من السنة الهجرية وفيه تطلع اعمال المسلمين إلي الله سبحانه وتعالى و قد تم تسميته بهذا الاسم حيث كان العرب يتشعبون فيه للقتال، و قيل أيضاً أن الناس كانوا يتشعبون فيه بحثاًعن الماء لندرته في خلال هذا الوقت من السنة
وبحسب كتاب “شهر رمضان فى الجاهلية والإسلام” (ص 194) للكاتب أحمد المنزلاوى، فإن بداية تسمية الشهر بهذه الاسم كان فى سنة 412 م أيام الجد الخامس للنبى محمد (ص)، وقيل أنه سمى بهذا الاسم لتشعب أغصان الشجر فى هذا الوقت الذى صادف التسمية، وقيل لأنه ظهر أو شعب بين رجب ورمضان، وكانت بعض القبائل العربية تحرم شعبان بدلا من رجب وأطلقوا على الشهرين الرجبان.
أما كتاب “عمدة القارئ فى شرح صحيح البخارى – الجزء الحادى عشر” للمؤرخ بدر الدين العينى، فقال “إن شعبان اشتق اسمه من الشعب وهو الاجتماع وسمى به لأنه يتشعب فيه خير كثير كرمضان وقيل لأنهم كانوا يتشعبون فيه بعد التفرقة ويجمع على شعابين وشعبانات وقال ابن دريد سمى بذلك لتشعبهم فيه أى لتفرقهم فى طلب المياه وفى المحكم سمى بذلك لتشعبهم فى الغارات وقال بعضهم أنما سمى شعبانا لأنه شعب أى ظهر بين رمضان ورجب، وكان شعبان شهر تتشعب فى القبائل أى تتفرق لقصد الملوك والتماس العطية”.
شهر رمضان : و ترتيبه التاسع في السنة الهجرية. و هو الشهر الذي يقوم فيه المسلمين بأداء فريضة الصيام و الصوم هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة. و هو الشهر الذي أعزه الله بشرف نزول القرآن فيه على نبينا الحبيب سيدنا محمد صل الله عليه و سلم. و كان يتزامن رمضان وقت تسميته دخول الحرارة على الأرض.
شهر شوال: و هو الشهر العاشر من شهور السنة الهجرية. و يتزامن وقت عيد الفطر مع شهر شوال لأنه يتبع شهر رمضان. و لفظ شوال مأخوذ من الشول و المقصود به الارتفاع. و سبب تسميته بهذا الاسم يرجع إلى نسبته إلى شولان لبن الإبل فيه أي نقصه و ضعفه.
شهر ذو القعدة: و هو الشهر الإحدى عشر من الشهور الهجرية. و هو واحد من الأشهر الحرم. و قد تم تسميته بهذا الاسم نظراً لقعود العرب و توقفهم عن القتال في هذا الشهر.
شهر ذو الحجة :و ترتيبه الأخير في الشهور الهجرية. و قد تم ربط تسميته بحدوث فريضة الحج في خلال هذا الشهر و الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام. و قد خصه الله عز و جل بالليالي العشر و عظم أجر عمل الخير فيهم. و يأتي عيد الأضحى المبارك باليوم العاشر من هذا الشهر.
الأشهر الحرم
وهنا يجب علينا فهم اطفالنا أن الآية القرآنية السابق ذكرها. هي دليل معظم في الشريعة الإسلامية لعدم القتال بهذه الأشهر الحرم.
كيف يتم التوجيه بالعمل بالتقويم الهجري؟
التقويم الهجري مهم جداً لذلك لابد من الاهتمام به و معرفته و جعله في الصدارة مثل التاريخ الميلادي لأن ذلك من واجبات المسلم الحقيقي لذلك لابد من أن نحث اطفالنا علي
كتابة التاريخ الهجري مع التاريخ الميلادي حتى نقوم بغرس الاهتمام بالتاريخ الهجري مثل الاهتمام بالتاريخ الميلادي.
ونقوم بتشجيع اطفالنا على معرفة تواريخ ميلادهم بالتواريخ الهجرية سواء الشهر الهجري أو العام الهجري.
والاهتمام بمعرفة وذكر المناسبات الدينية المرتبطة بالتاريخ الهجري و سردها أمام الأطفال.
وكذلك احياء معاني و تقاليد الاحتفالات و المناسبات المرتبطة بالتاريخ الهجري و معرفة الدروس المستفادة من هذا الموقف والتعلم منها.
