البنك الزراعي المصري مش بس زراعي. بتصنع.. بتورد.. بتصدر
اخبار

رواية ندبات الحب لهبة جاويش

البنك الزراعي المصري بنلف مصر كلها علشان نفتح لاهلنا باب رزق

 

كتبت : هبة جاويش 

الفصل الأول

 

كان يوماً بارداً من أيام شهر شباط تحديداً يوم عيد الحب ، على الرغم من أن مناسبة كتلك هى مناسبة حافلة بالنسبة لي في العمل و لكني حاولت الإنتهاء باكراً قدر الإمكان 

عدت للمنزل بغضون السادسة مساءً منهكة قدماي بالكاد تحمل جسدي و لكن هذا لم يمنعني من التأنق و صنع عشاء رومانسي لزوجي العزيز بجانب حلوانا المفضلة كعكة التوت الأزرق

 

تأخر الوقت أصبحت العاشرة مساءً و لم يعد للمنزل ، قمت بتسخين العشاء و تعديل زينتي لمرتين متتاليتين 

أحاول الصمود بصعوبة أمام النوم جفناي يودا اللقاء و عناق بعضهما البعض بحرارة بالغة و لكني أمنعهما بكل ما أوتيت من قوة .

في تمام العاشرة و خمس و عشرون دقيقة وصل أخيراً ، تنهدت براحة و هرعت نحوه مبتسمة علّه يلاحظ ثوبي الجديد بلونه المفضل اللون الأزرق الداكن أو حتى تصفيفة شعري 

هو حتى لم يبتسم لم ينظر نحوي ، رمى بحقيبته أرضاً و إرتمى على الأريكة مغمض العينان في صمت مؤلم لكلانا .

لن أنكر أن ما فعله حطم قلبي فأنا أحاول جاهدة لملمت شتات علاقتنا التي أصبحت بوهن عش العنكبوت ، و لكن يبدو أنه لا يريد ذلك ….

مرت خمسة أشهر مذ آخر مرة آخبرني بها إنني جميلة ، حاولت معانقته عند عودته من العمل كالعادة و لكنه رفضني بحجة الإرهاق و ظل مغمض العينان لم ينبث ببنت شفه

حينها أدركت أنه لا فائدة من الإنتظار لذا ذهبت للنوم

 

***********

عدت للمنزل متأخراً كالعادة في الفترة الأخيرة فالعمل يرهقني و يمتص كل طاقتي ، وجدت إميليا متأنقة و العشاء مرتب بشكل رومانسي 

تعجبت قليلاً ما المناسبة لكل هذا و لكني لم أبدي ردة فعل أنا منهك لدرجة تجعلني لا أرغب بالنظر في وجه أي إنسان 

لذا فقط إرتميت على الأريكة أريح عضلاتي المتيبسة من الجلوس طيلة اليوم و حينها سمعت باب غرفة النوم يُغلق بعنف شديد تنهدت بقوة أزفر أنفاسي فقد عادت إميليا لعصبيتها المفرطة 

ترتكتها تُخرج عصبيتها كما تحب فهى ستهدأ قريباً على أي حال ..

في الصباح كانت هادئة للغاية إستيقظت وجدتها حضّرت الإفطار ، كانت تتناول القهوة و عند وصولي للمائدة لم تتحدث بل نظرت لي مطولاً نظرة عميقة من أعلى فنجان قهوتها و غادرت 

فقط غادرت المنزل دون حديث !

لا أعلم ما بها و لكني رغم ذلك لم أسأل لا أرغب بالحديث على الأطلاق فقط أود قضاء الصباح بهدوء و سلام .

غادرت للعمل و مرت الساعات و وصلنا للساعة الخامسة و كنت إنتهيت لذا قررت العودة للمنزل سريعاً فمنذ مدة لم أغادر العمل باكراً هكذا 

كنت متردداً أرغب بالمرور بإميليا في المتجر و لكن هناك شئ بداخلي يمنعني فأنا لست بحاجة لأي نوع من أنواع الحديث أو اللوم

 

لذا قررت العودة للمنزل فقط لأنعم بوقت لنفسي بهدوء و سلام ..

تمددت على الأريكة أتابع التلفاز و أراسل الأصدقاء ، غفوت قليلاً و تناولت الطعام و الحلوى حيث وجدت الكثير منها داخل المبرد أعتقد هذا من عشاء البارحة الذي أعدته إميليا 

شردت فيما أقوم به لأجدها الحادية عشر مساءً تعجبت قليلاً لما لم تعد إميليا حتى الآن ؟! 

فكرت في الإتصال بها و لكني عدلت عن الفكرة على الأغلب هى منشغلة في العمل لذا عدت لأريكتي أتابع احد الأفلام و بعد مدة انتهى الفلم و لم تعد إميليا و قبل لمسي لهاتفي لمحادثتها وجدت باب المنزل يُفتح بهدوء شديد 

كانت الساعة تجاوزت الثانية صباحاً ، نظرت لها بينما هى تخطو بهدوء شديد تبدو متعبة ربما 

عدتِ ؟ 

– أجل .. أنا ذاهبة للنوم فأنا مُتعبة بعض الشئ ، تُصبح على خير .

لم أجادلها أو أتسائل عن سبب تأخرها و هى أيضًا لم تتناقش بل تحدث بجملتها بهدوء دون النظر لي و دلفت للغرفة حتى تغفو كما أخبرتني .

بعد فترة قررت النوم أنا أيضًا ، نظرت لإميليا النائمة تتنفس بهدوء كانت شاحبة قليلاً و يبدو عليها التعب ، تمددت بجانبها حاولت محاوطتها و عناقها كالعادة و لكني لم أفعل بل إستدرت للجانب الآخر ..

لا أذكر آخر مرة غفونا بها متعانقين كعادتنا ، لا أذكر حتى متى حظينا بعشاء معاً لكني رغم ذلك لم أرهق عقلي بالتفكير أنا فقط قررت النوم و غرقت في ثباتٍ عميق …….

 

*****************

 

إستيقظت صباحًا و بداخلي شعور مؤلم للغاية مما حدث بالأمس حاولت لملمت مشاعري و قمع هذا الشعور المؤذي الذي يتفاقم بداخلي كالعادة .

تحممت و حضّرت الإفطار و جلست أتناول قهوتي فـأنا لا طاقة لي لتناول الطعام ، و عند إرتشافي آخر قطرات قهوتي إستيقظ جون 

لم يتفوه بحرف واحد ، لم يعتذر لم يقل حتى صباح الخير ، أنا أيضًا لم أتفوه بكلمة بل نظرت له عميقاً 

كنت أنظر لربما أجد بعض الندم بعيناه أو الخجل حتى و لكني لم أجد لذا غادرت مسرعة فوجودي بالمنزل الآن يثير غثياني يشعرني بضيق التنفس 

هربت من المنزل و من جون و من أفكاري ، الوقت يمر ببطء شديد و عند السادسة مساءً قررت الإغلاق فـأنا لم أعد قادرة على المواصلة ولو لنصف دقيقة آخرى 

اصطناع الابتسامة أنهكني و محاولاتي في مجاملة زبائني أرهقت قلبي الذي يرغب بالبكاء حتى يختفي من الوجود .

أغلقت المتجر و ظليت بالداخل أنظر للحائط بشرود بينما تمر الساعات و أنا على حالتي تلك 

كنت أفكر فيما يحدث بيننا و في علاقتنا و ما آلت له و مع التفكير العميق أدركت شئ هام 

بعد فترة من الوقت تُدرك أن الحب يخفت بمرور الأيام ، لن تبقى الشعلة تمضي بذات حرارة الأيام الأولى .. 

هى فقط تخفت ببطء شديد ربما بسبب إدراكك بإمتلاكك الطرف الآخر في حياتك فلم يعد هناك ما يُجبرك على الحفاظ على الشعلة كما في البداية ، أو ربما طاقتك فقط تجبرك على التراجع ؟!! 

الكثير من الأسباب و الكثير من كلمة ربما و لكن المؤكد هو أن الأيام الأولي لن تستمر حتى النهاية 

تأخر الوقت و مازلت على حالتي تشنج عنقي و ألمني ظهري لأقرر أخيراً العودة للمنزل 

وجدت الساعة قرابة الثانية صباحًا تأخر الوقت و لم يحاول جون الإطمئنان علي أو الإتصال بي ألهذه الدرجة لم يعد لوجودي من عدمه فارق لديه !!  

 دلفت للمنزل ووجدته يجلس على الأريكة ينظر لي بلا إهتمام و لم يتفوه سوى بكلمة واحدة 

عدتِ ؟؟

يا إلهي لما أتعب نفسه و أرهق حلقه ليتفوه بهذا السؤال ؟

لا أعلم من أين أتى ثباتي النفسي لأتحدث معه بهذا الهدوء و فقط أذهب للنوم 

هدوئي هذا يؤلمني أكثر من صمت جون ، هذا الهدوء و الصمت الذي يُخبرني بإقتراب النهاية ..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى