
حنان محمد لأخبار الوطن ترشدنا عن فضائل وأحكام شهر شعبان
كتبت هاجر عبدالعليم
نعيش أجمل الشهور وهو شهر شعبان ويمتاز شهر شعبان باقترابه من شهر القربات والطاعات ويمهد لاستقبال شهر رمضان المبارك وهو كذلك موسم له فضل فهناك نقاط حول فضل شهر شعبان منه أن الأعمال ترفع فيه إلى الله تعالى : فعن أسامة بن زيد : قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ ما تَصُومُ مِنْ شعبان قال : ” ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ” رواه النسائي ، وحسنه الألباني. 2 – كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيه : قالت عائشة رضي الله عنها : ” لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ” رواه البخاري. 3- غفران الذنوب في ليلة النصف من شعبان: قال صلى الله عليه وسلم : ” إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه ابن ماجه وحسنه الأل ،ولمعرفة المزيد عن فضل شهر شعبان وعن اهيمه الصيام في هذا الشهر ،كان لنا حديث مع الاستاذه حنان محمد في هذا السياق
شَعْبانُ : هو الشّهر الثّامن من شهور السَّنة الهجريَّة، يأتي بعد رَجَب ويليه رمضان. سمِّي بهذا الاسم لتشعب القبائل العربية للغزوات والحروب بعد انتهاء الأشهر الحرم التي تسبقه. وقيل إنّ العرب كانوا يتشعّبون أي يتفرقون في هذا الشهر بحثاً عن مصادر المياه.
وتروى كتب السيرة العديد من الميزات ومنها:-
-يقول المفسرون أنه الشهر الذى نزلت فيه آية الصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهى قوله تعالى: “إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”
-تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فى شهر شعبان، وقد كان – صلّى الله عليه وسلّم- ينتظـر ذلك برغبة قوية، ويقوم فى كل يوم متطلعاً مقلّباً وجهه فى السماء، يترقب الوحى الربانى حتى أقرَّ الله عينه وأعطاه مُناه وحقق مطلوبه بما أرضاه، ونزل قول الله تعالى: “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”.
وهو مصداق قوله تعالى: “وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى”، ويتحقق فيه قول السيدة عائشة له: “ما أرى ربك إلاّ يسارع فى هواك” رواه البخارى، وهو صلّى الله عليه وسلّم لا يرضـى إلاّ بما يرضى به الله.
وصلّى المسلمون إلى بيت المقدس سبعة عشر شهراً وثلاثة أيام سواء ، وذلك أن قدومه المدينة كان يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة من شهر ربيع الأول وأمره الله عز وجل باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان وهو المشهور بين العلماء.
ولهذا الشهر أيضًا جمله من الفضائل والأحكام ، أحببت أن أسوقها مختصرة، لعل الله عز وجل أن ينفع بها قارءها وكاتبها.
المسألة الاولى : استحباب الصيام في شهر شعبان
ثبت في أحاديث كثيرة- في الصحيحين وغيرهما- أن رسول الله كان يخصُّ شعبان بالصوم أكثر من غيره من ذلك قول أبي سلمة: سألت عائشة رضي الله عنها، عن صيام رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، لم أره صائما من شهر قط، أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا .
وقد رجح طائفة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شعبان وإنما كان يصوم أكثره … وصيام شعبان أفضلُ مِن صيام الأشهر الحُرُم، وأفضل التطوُّع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته مِن الصِّيام بمنزلة السُّنن الرواتب مع الفرائِض قبلها وبعدها، وهي تكملةٌ لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أنَّ السُّنن الرواتب أفضلُ مِن التطوُّع المطلَق بالصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعدَه أفضل مِن صيام ما بَعُد عنه
أما الحِكمة من الإكثار من الصيام في شعبان فقد قيل :أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط .
المسألة الثانية: فضل العبادة في اوقات الغفلة
عن أسامة بن زيد، قال: قلتُ: يا رسول الله، لم أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصومُ من شعبان؟ قال: ذاك شهر يَغْفُلُ الناسُ عنه بين رجب ورمضانَ، وهو شهر تُرفَع فيه الأعمال إِلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي، وأنا صائم.
ومعنى أنه شهر يغفل الناس عنه، أنه يتوسط شهرين عظيمين: الشهر الحرام، وشهر الصيام، ومن ثم اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه. قال الحافظ ابن رجب ما مختصره : وفيه: دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل.
وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد:
الفائدة الأولى: أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل. لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه. ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياء.
الفائدة الثانية: أنه أشقّ على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشقّ على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها.
الفائدة الثالثة: أن المفرد بالطاعة بين أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم قال بعض السلف: ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس. والآثار في هذا المعنى كثيرة جدا .
المسألة الثالثة: النهي عن صيام آخر يومين من شعبان على سبيل الاحتياط
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: « لا يتقدَّمنَّ أحدُكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم»
. أفاد الحديث النهي عن صيام آخر يومين من شعبان، إلَّا من كانت له عادة بالتطوع فيه، ولم يكن قصده الصيام بنية الاحتياط لرمضان. قال الحافظ ابن رجب : وفيه دليل على أنه يجوز لمن صام شعبان أو أكثره أن يصله برمضان من غير فصل بينهما.
فصيام آخر شعبان له ثلاثة أحوال: –
أحدها: أن يصوم بنية الرمضانية احتياطا لرمضان فهذا منهي عنه وقد فعله بعض الصحابة وكأنهم لم يبلغهم النهي عنه.
والثاني: أن يصام بنية الندب أو قضاء عن رمضان أو عن كفارة ونحو ذلك فجوزه الجمهور .
والثالث: أن يصام بنية التطوع المطلق، فيكره لمن إبتداء بالتطوع بالصيام بعد نصف شعبان
. وقد ذكر العلماء لكراهة التقدم ثلاثة معان:
أحدها: أنه على وجه الإحتياط لرمضان فينهى عن التقدم قبله لئلا يزاد في صيام رمضان ما ليس منه.
والمعنى الثاني: الفصل بين صيام الفرض والنفل فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن توصل صلاة مفروضة بصلاة حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام.
والمعنى الثالث: إنه أمر بذلك للتقوي على صيام رمضان لمن تضعفه مواصلة الصيام.
وختامًا؛ أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُليا أن يوفِّقنا للأعمال الصالحة، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، اللهم آمين.