
حنان محمد واعظة بوزارة الأوقاف تكتب عن ( المر أة فى القصة القرآنية)
كتبت حنان محمد
امرأة عمران
آل عمران كما يحددهم المفسرون هم (عمران ) وزوجته (حنة أم مريم )وأختها (زوجة سيدنا زكريا عليه السلام ) و سيدنا زكريا كافل مريم ..
وفى ثناء الله على امرأة عمران جاء في سياق الثناء على ال عمران بسورة باسمهم في القرآن الكريم يثنى فيها عليهم ، وعلى مناقبهم ويشير إلى الاحداث التي مرت بهم ،
وهذا الثناء على امرأة عمران يحدد لنا أول ملمح من ملامح شخصيتها وهو صلاحها وتقوها و رفيع منزلتها عند ربها ..
فهيا بنا نتعرف على هذه المرأة الصالحة ؛؛
يقدم لنا القرآن الكريم امرأة عمران … فهى امرأة حُرمت من نعمة الأمومة مدة طويلة ثم بعد أن مَنَّ الله عليها بهذه النعمة التي لا يدرك قدرها وقيمة الشوق إليها إلا من حُرم منها .
تقابلها بمزيد من الشكر فتقوم بنذر ما كانت تتمناه وتهفو نفسها الى نيله برده الى من وهبها هذه النعمة ، فتجعله نذراً لله ليكون واحداً من سدنة بيت المقدس..
وبينما كانت تعيش في غمرة تلك الفرحة ، و هذا السرور الذي انتابها بمجرد شعورها بحركة الجنين في بطنها ،
يموت زوجها عمران ذلك الرجل الصالح كبير سدنة بيت المقدس وواحد من أهم أحبار اليهود في زمانه ، والذي اصطفاه ربه مع آل بيته مع جملة من أنبيائه ورسله ، ولكن هذه المرأة الصالحة كما قابلت النعمة بالشكر قابلت ابتلاء الله لها بالصبر ،، فنهضت وهي في ثقة تامة من رعاية الله لها بدورها المنط بها يحدوها أمل في أن تجد العوض في المولود عن الزوج المفقود،،
ولكن الاقدار صارت بها عكس ما ترغب وتشتهى.. لحكمة يريدها الله – فيأتي المولود أنثى- والأنثى لا تصلح للوفاء بنذرها لأن خدمة بيت المقدس حتى ذلك الوقت كانت مقصورة على الذكور دون الإيناس ولأن تلك المرأة الصالحة تعرف أن طرق أبواب السماء بالدعاء هو أقصر الطرق وأيسرها للخلاص من الهموم والكروب-
ترفع يد الضراعة والمناجاة إلى ربها تعلن أسفها وحسرتها وحزنها على أنها لم تستطيع أن تحقق نذرها ..
أرادت أن تكون هذه الأنثى طائعة عابدة فسمتها مريم (ومريم )في لغتهم بمعنى العابدة ..
ثم عرضت هذه التسمية على علام الغيوب عله يحقق لها في هذه المولودة ما قصدته من تسميتها فيتفق في الاسم مع المسمى ..
ولأن هذه المرأة الصالحة التقية كانت تمتلك عقلية إيمانية حاضرة ، وتحمل المنهج التعبدى كله ، واصلت ضراعتها لربها ، راجية أن يعيذ وليدتها ويحفظها مع ذريتها من الشيطان الرجيم ، وذلك لأنها تدرك أن المعاصي كلها تأتي من نزغ الشيطان …
ويستجيب الله دعاء هذه الأم الصالحة التقية الورعة فقبل مولودها بالقبول والانبات الحسن ..
ونستخلص من هذه القصة:-
-لبد ان يكون الانسان دائما على مقربة من ربه فى كل الأحوال ..
– الاجتهاد فى الطاعة يولد اليقين والثقة الكاملة فى الله جل وعلا..
– عدم اليأس فى الدعاء والصبر عليه تنال افضل ما تتمنى..
– لا تنسى شكر الله على نعمه فى كل وقت وحين..
– عدم مقابلة الابتلاء بالتسخط ولكن مقابلته بالحمد والشكر والثناء حتى يخفف الله عليك وطئة هذا الابتلاء لان كلّ العطاءات والمنح الربانية فى الابتلاءات ( ولكنكم تستعجلون)…
– وهناك الكثير والكثير من العبر وسط سطور وايات المعجزة الخالدة ( القرآن الكريم)
اللهم اجعله ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وغمومنا